responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 590

الموجودات - التي كل منها حرف ذو مغزى - بالمعنى الحرفي، أي ينظر اليها من حيث دلالتها على الصانع الجليل. فيقول: ما أحسنَ خلقه! ما أجملَ خلقه! ما أعظم دلالته على جمال المبدع الجليل.. وهكذا يكشف أمام الأنظار الجمالَ الحقيقي للكائنات.

أما ما يسمونه بعلم الحكمة وهي الفلسفة، فقد غرقت في تزيينات حروف الموجودات، وظلّت مبهوتة أمام علاقات بعضها ببعض، حتى ضلت عن الحقيقة.. فبينما كان عليها أن تنظر الى كتاب الكون نظرتها الى الحروف - الدالة على كاتبها - فقد نظرت اليها بالمعنى الاسمي، أي أن الموجودات قائمة بذاتها، وبدأت تتحدث عنها على هذه الصورة فتقول: ما أجمل هذا! بدلاً من:ما أجمل خلق هذا، سالبة بهذا القول الجمال الحقيقي للشئ.. فأهانت باسنادها الجمال الى الشئ نفسه جميع الموجودات حتى جعلت الكائنات شاكية عليها يوم القيامة..)

ثم قال لي: (نعم! إن الفلسفة الملحدة إنما هي سفسطة لا حقيقة لها وتحقير للكون وإهانة له)

الشكر:

سكت قليلا، ثم قال: ألا ترى من واجب العقول أن تنسجم كلمات الله المقدسة مع النعم التي أنعم بها؟

قلت: كيف تعتبر ذلك واجبا؟

قال: ألست ترى الذي يحسن إليك أقل إحسان يسوؤه أن تجحده، وتكفر نعمه عليك؟

قلت: ذلك صحيح.. ولكننا نفعل ذلك بسبب قصورنا البشري.. أما الله، فهو أعلى وأجل.

قال: صحيح.. ما قلته عن تنزيه الله صحيح.. فالله الكريم الجواد لا يضره سخط الساخطين كما لا ينفعه شكر الشاكرين.. ولكن ألا ترى أن تعريف الله لعباده بأنه هو مصدر ما هم فيه من النعم ليشكروه فضل منه عليهم؟

نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 590
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست