نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 342
قال الباقر: يسعدني أن تورد لي منها ما تشاء.. وستجد إن شاء الله جوابك عندي[176].
قال نعوم: إن الكلام الذي أثبته لإلهك إما أن يراد به الأصوات والحروف.. أو يراد به القدرة على ايجاد الأصوات والحروف في نفس القادر.. أو يراد به معنى ثالث سواهما.
فإن أريد به الأصوات والحروف، فهي حوادث ومن الحوادث ما هي كمالات في حقنا، ولكن لا يتصور قيامها في ذات الله، وإن قام بغيره لم يكن هو متكلماً به بل كان المتكلم به المحل الذي قام به.
وإن أريد به القدرة على خلق الأصوات فهو كمال، ولكن المتكلم ليس متكلماً باعتبار قدرته على خلق الأصوات فقط، بل باعتبار خلقه للكلام في نفسه، والله قادر على خلق الأصوات فله كمال القدرة، ولكن لا يكون متكلماً به إلا إذا خلق الصوت في نفسه، وهو محال إذ يصير به محلاً للحوادث فاستحال أن يكون متكلماً.
وإن أريد بالكلام أمر ثالث فليس بمفهوم وإثبات ما لا يفهم محال.
قال الباقر: ما ذكرته من التقسيم صحيح، والسؤال في جميع أقسامه معترف به إلا في إنكار القسم الثالث.
قال نعوم: فهل تستطيع أن تثبته؟
قال الباقر: إننا معترفون باستحالة قيام الأصوات بذاته، وباستحالة كونه متكلماً بهذا الاعتبار، ولكنا نذكر أن الإنسان يسمى متكلماً باعتبارين:
أما أولهما، فهو كلامه بالصوت والحرف.. وأما الثاني، فبكلام يمكن أن نعبر عنه بالكلام النفسي، وهو ليس بصوت ولا حرف، وقد أشار إلى هذا النوع من الكلام الشاعر، فقال: