نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 343
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما
جعل اللسان على الفؤاد دليلاً
وهذا النوع من الكلام كمال.. وهو في حق الله تعالى غير محال.. ولا هو دال على الحدوث.
قال نعوم: إن كلام النفس بالتأويل الذي ذكرت معترف به، ولكنه ليس خارجاً عن العلوم الإدراكات.. بل ليس جنساً برأسه البتة، فكلام النفس وحديث النفس هو العلم بنظم الألفاظ والعبارات وتأليف المعاني المعلومة على وجه مخصوص.
قال الباقر: سأوضح لك ذلك بما يزيل عنه الالتباس.. واسمح لي أن أستفيد مما أورده العلم الحديث في هذا المجال، وأستعمل قياس الغائب على الشاهد[177]، فهو أيسر في التوضيح.
لاشك أنكم تعلمون أن الحواس الخمس مجرد نوافذ يتعلق بكل واحد منها إدراك معين لصفة أو عدد من الصفات التي تكون عليها الأجسام.. ولاشك أنكم تعلمون كذلك أن مركز الإدراك ليس في هذه النوافذ والآلات التي يجري الحس من طريقها، وإنما في فصوص معينة من قشرة المخ المركوز في جوف رأس الإنسان.. فهذا المخ تنفذ إليه معطيات الحواس عن طريق شبكة الأعصاب المنتشرة فروعها في جسم الإنسان؛ فيحصل فيه الإدراك، وهذه الشبكة نفسها تحمل أوامر المخ إلى سائر أعضاء الجسم، كما نعرف من معطيات علم الطب الحديث التي صارت جزءا من الثقافة العامة لعصرنا..
فالأذن نافذة إدراك الأصوات، والعين نافذة إدراك الألوان، والأنف نافذة إدراك الروائح، واللسان نافذة إدراك الطعوم، والجلد نافذة إدراك الخشونة والملاسة، وكذلك الحرارة والبرودة، وحملوا عليه أيضا إدراك الرطوبة واليبوسة مع أن هذا لا يتم مع مجرد المباشرة؛ بل
[177] استفدنا في هذا المطلب من كتاب (مسألة الكلام الالهي بين الشيعة الاثنا عشرية وأهل السنة دراسة نقدية في ضوء معطيات العلم الحديث)، للدكتور مصعب الإدريسي.
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 343