نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 332
O(المؤمنون:95)
قال أنكسيمانس: نحن لا تهمنا الدعاوى التي تطلقها النصوص التي تزعم لها القداسة.. بل نريد الأدلة العقلية.. فأنت تعلم أننا أصحاب عقول.. ولا يمكن أن نترك عقولنا لنستسلم لأي مقدس.
قال الباقر: إن كل ذرة من ذرات الوجود تدل على هذا..
قال أنكسيمانس: خاطبنا بما ألفناه من أساليب المناطقة.. فلا نريد الأدلة الخطابية.
قال الباقر[169]: ألا ترى بحسك أن العالم فعل محكم مرتب متقن منظوم مشتمل على أنواع من العجائب والآيات.
قال أنكسيمانس: بلى.. فما علاقة ذلك بقدرة الله؟
قال الباقر: ألم يدلك المنطق العقلي على أن كل فعل محكم إنما يصدر من فاعل قادر؟
قال أنكسيمانس: بلى..
قال الباقر: والعالم فعل محكم.. وهو يدل بذلك على أنه صادر من فاعل قادر.
قال أنكسيمانس: فما تقول إن نازعتك في المقدمة الأولى، فطالبتك بالدليل المثبت بأن العالم فعل محكم.
قال الباقر: الدليل على كونه محكماً ترتبه ونظامه وتناسبه، فمن نظر في أعضاء نفسه الظاهرة والباطنة ظهر له من عجائب الإتقان ما يطول حصره، فهذا أصل تدرك معرفته بالحس والمشاهدة فلا يسع جحده[170].
قال أنكسيمانس: فما تقول إن نازعتك في المقدمة الثانية، فطالبتك بالدليل المثبت على أن كل فعل مرتب محكم يطلب فاعلا قادرا؟