responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 333

 

قال الباقر: هذا مدركه ضرورة العقل؛ فالعقل يصدق به بغير دليل.. ولا يقدر العاقل على جحده..

قال أنكسيمانس: فإن عاندتك في هذا.. وطالبتك بالدليل عليه.

قال الباقر: إن الفعل الصادر من الذات لا يخلو إما أن يصدر عنه لذاته أو لزائد عليه، وباطل أن يقال صدر عنه لذاته، إذ لو كان كذلك لكان قديماً مع الذات فدل على أنه صدر لزائد على ذاته، والصفة الزائدة التي بها تهيأ للفعل الموجود نسميها قدرةً[171]، إذ القدرة في وضع اللسان عبارة عن الصفة التي يتهيأ الفعل للفاعل وبها يقع الفعل.

قال الباقر[172]: لاشك أنك تعلم أن الوجود لا يتعدى إحدى حالتين: إمامستقل بالذات، ويدعى (واجب الوجود)، أو محتاج إلى غيره، ويدعى (ممكن الوجود)

ولاشك أنك تعلم كذلك أن (واجب الوجود) يستحيل أن يكون أكثر من واحد.. وأن ما عداه لابد أن يكون (ممكن الوجود).. وبهذا فإن جميع الممكنات محتاجة إليه تعالى، لا فى بداية إيجادها فحسب، بل في بقائها واستمرارها..

والقول بهذا كله يستدعي الإيمان بقدرة اللّه تعالى على كل شيء.

قال أنكسيمانس: لا بأس.. فما متعلقات هذه القدرة؟

قال الباقر: قدرة الله متعلقة بجميع المقدورات.

قال أنكسيمانس: أنا كذلك قدرتي متعلقة بجميع المقدورات التي أطيقها.

قال الباقر: مقدورات الله هي الممكنات كلها.. وبما أن الممكنات لا نهاية لها فكذلك لا نهاية للمقدورات.


[171] طبعا هذا على مذهب جمهور المتكلمين، والخلاف في المسألة مشهور، وهو خلاف لفظي، ولذلك يرى القارئ أنا في هذه الرسالة وغيرها نذكر كلا القولين.

[172] انظر هذه الأدلة في نفحات القرآن للشيرازي.

نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 333
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست