نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 57
ونحن لا يهمنا سلوكه
الصوفي، ولا أذواقه التي عبر عنها في كتبه الصوفية، ولكن الذي يهمنا هو تأصيله
لمفهوم البدعة الذي صار هو المعتبر عند الصوفية، بل هو المعتبر عند أكثر علماء
المقاصد، في مقابل مفهوم البدعة الذي طرحه الشاطبي في الاعتصام والذي
سانده عليه الاتجاه السلفي، وكانت جمعية العلماء من ضمن من اهتم به وأيده.
وبذلك يمكن أن نعتبر
الخلاف بين المدرستين الصوفية والسلفية في الحقيقة خلافا بين مدرستين في مفهوم
البدعة مدرسة الشاطبي، ومدرسة العز بن عبد
السلام.
وخلاصة موقف العز بن عبد
السلام من مفهوم البدعة
وحدودها هو أن البدعة ــ باعتبار اشتمالها على المصلحة والمفسدة أو خلوها عنها ــ
تنقسم إلى أقسام الحكم الخمسة: الوجوب والندب والحرمة والكراهة والإباحة.
وقد مثَّل لكل قسمٍ
منها، وذكر ما يشهد له من قواعد الشريعة، وكلامه في ذلك ــ كما يذكر المحدث
الغماري ــ (كلام ناقد بصير
أحاط خبراً بالقواعد الفقهية، وعرف المصالح والمفاسد التي اعتبرها الشارع في ترتيب
الأحكام على وفقها، ومَنْ مثل سلطان العلماء في معرفة ذلك ؟ فجاء تقسيمه للبدعة
مؤسَّساً على أساس من الفقه وقواعده متين، ولذا وافقه
نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 57