نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 58
عليه الإمام النووي والحافظ ابن حجر وجمهور
العلماء، وتلقوا كلامه بالقبول ورأوا أن العمل به متعيِّن في النوازل والوقائع
التي تحدث مع تطور الزمان وأهله)[1]
وينتقد المحدث الغماري الشاطبي الذي خرج عن هذا
المفهوم، فقال معقبا على كلامه السابق: (حتى جاء صاحب (الإعتصام) فخرج عن جمهرة
العلماء وشذَّ بإنكار هذا التقسيم، فبرهن بهذا الإنكار على أنه بعيد عن معرفة
الفقه بعيد عن فهم قواعده المبنية على المصالح والمفاسد، لا يعرف ما فيه مصلحة
فيطلب تحصيلها بفعله، ولا يدري ما فيه من مفسدة فيطلب اجتنابها بتركه، ولا ما خلا
عنهما فيجوز فعله وتركه على السواء. وأخيراً برهن على أنه لم يتذوق علم الأصول
تذوقاً يمكنه من معرفة وجوه الاستنباط وكيفية استعمالها والتصرف فيها بما يناسب
الوقائع)[2]
ويتعجب الغماري من الشاطبي الذي ينكر على العز بن
عبد السلام ذلك التقسيم مع أنه
بناه (على اعتبار المصالح والمفاسد التي اعتبرها الشارع في ترتيب الأحكام على
وفقها؛ ولم ينكر على المالكية القول بالاستصلاح الذي لم يعتبره الشارع ولا قَبِله
جمهور العلماء، بل أنكروه وأبوا أن يرتبوا عليه أحكاماً كما فعل المالكية لعدم
اعتبار الشارع له؟!)[3]
ويعتبر أن هذا الموقف من
الشاطبي المالكي نوعا من التعصب
المذهبي الظاهر، لأنه لم ينر على المالكية مع أن قولهم في الاستصلاح أعظم من قول
العز في البدعة.
ويرد على التمسك بظاهر
قوله قوله a: (كل بدعة ضلالة) بأنَّ (البدعة التي هي
ضلالة من غير استثناء هي البدعة الاعتقادية كالمعتقدات التي أحدثها المعتزلة
والقدرية والمرجئة ونحوهم، على خلاف ما كان يعتقده السلف الصالح، فهذه هي البدعة
التي هي ضلالة، لأنها