نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 387
المحبوب نفسه خلفه فقال له
انا وقعت فلم وقعت أنت؟ فقال غبت بك عني فظننت انك اني، فهذا العبد المحب لما
استولى على قلبه سلطان المحبة صار قلبه مستغرقاً في محبوبه لا يشهد قلبه غير ما في
قلبه وغاب عن شهود نفسه وأفعاله فظن أنه نفس المحبوب إلى أن قال ومن تصور له هذا
الأمر تبين له أن لفظ الحلول قد يعبر به عن معنى صحيح وقد يعبر به عن معنى فاسد
إلخ) [1]
ونقل عنه (في معنى الاتحاد
الذي قد يؤخذ من كلام الصوفية بعد كلام وتمهيد إنما العقلاء تتوجه قلوبهم إلى
المقصود المراد دون الوسائل ويعبرون بعبارات تدل على ذلك لظهور مرادهم كما يقول لمن
يعرف علم غيره ولمن يأمر بأمره ويخبر بخبره هذا فلان اي المطلوب هو مع هذا فيعبرون
عن أحدهما بلفظ الآخر كما يقال (عكرمة هو ابن عباس) وأبو يوسف هو أبو حنيفة وهذا هو الاتحاد الذي يشير له القوم. ومن
هذا الباب ما يذكر عن المسيح عليه السلام انه قال: (أنا وأبي واحد، من رآني فقد
رأى أبي )، وقوله تعالى فيما حكاه عنه رسوله a: (عبدي مرضت فلم تعدني.. عبدي جعت فلم تطعمني)[2] ويشبهه قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا
يُبَايِعُونَ اللَّهَ}
[1] ابن تيمية، الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح (3/ 338)
[2] نص الحديث كما في (صحيح
مسلم (8/ 13): (إن الله عز وجل يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعدنى. قال
يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين. قال أما علمت أن عبدى فلانا مرض فلم تعده أما
علمت أنك لو عدته لوجدتنى عنده يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمنى. قال يا رب وكيف
أطعمك وأنت رب العالمين. قال أما علمت أنه استطعمك عبدى فلان فلم تطعمه أما علمت
أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندى يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقنى. قال يا رب كيف أسقيك
وأنت رب العالمين قال استسقاك عبدى فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندى)
نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 387