نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 380
والعجب من الذين ينكرون هذا لعدم فهمهم له، ونحن نقول
لهم: إن أكثر الناس لا يفهم نظرية النسبية، ولا سر أرقامها ورموزها، وذلك لا يعني
أن نظرية النسبية غير صحيحة ولا غير واقعية.
والسر في هذا أن الحقائق الكبرى لا يمكن التعبير عنها
بلغة لم توضع أصلا إلا للحسيات، وهي لذلك أضعف من أن تطيق حمل مثل تلك المعاني
العالية التي يشير إليها خاصة خاصة الأمة.
وللأسف فإن الذين ينكرون هذا يحملون عادة تصورا مشوها
عن الله بحيث يعتبرونه كجرم من الأجرام السماوية المحدودة المجسمة، وإذا ما عرضت
عليهم مثل الطروحات الممتلئة بالتنزيه والتعظيم خلطوها بما في نفوسهم من التبشبيه
والتجسيم، فلم يجدوا إلا أن يضللوا قائل ذلك أو يكفروه.
وللأسف وقعت الجمعية في هذا لا مع الصوفية وحدهم، بل
مع التنويريين أيضا، والذين رأينا مدى الصلة التي تربطهم بهم، فابن باديس حكم بضلال عمدة من عمد السلفية التنويرية
وهو الأستاذ محمد فريد وجدي عند عرضه لكتابه (الإسلام دين علم خالد)[1]، فمما جاء في عرضه له قوله: (ألف الأستاذ محمد فريد وجدي كتابا تحت هذا العنوان بحث فيه في الوحي
والدين
[1] الشهاب: ج 7، م 12، ص304 - 311 غرة رجب 1355هـ - أكتوبر 1936م.
نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 380