نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 379
وقد شرح الشيخ ابن عليوة – قبل ذلك كله- مراده من رموزه مع وضوحها لمن له اطلاع على كتب الصوفية،
فقال: (وكلّما ذكرت آدم فنعني به نزول الحقّ إلى سماء الدنيا, ونعني بالدنيا بطون
الكائنات في غياهـب الأسماء والصفات, ونعني بالصفات ظهور الحقّ لنفسه عند تجليه
الأول, وبالأسماء ظهور الصفات لنفسه عند التجلي الثاني, والأول هو عين الثاني,
وهذان رتبتان: هما المعبّر عنهما بالأوليّة والأخريّة, والظهور والبطون, فظهوره في
بطونه, وأوله في آخره ومن هنا يقال: لا نفي ولا إثبات إنّما هو ذات في ذات وهاته
الذات هي المعبّر عنها في لسان القوم بوحدة الشهود والمشار إليها في الأثر الشريف
بالنقطة, وهي التي تدفقت منها سائر الكائنات حسبما تقتضيه الأسماء والصفات, وكّلما
ذكرت النقطة فنعني بها غيب الذات المقدّسة المسمّاة بوحدة الشهود, وكلّما ذكرت الألف
فنعني به واحد الوجود المعبّـر عنه بالذات المستحقّة للربوبيّة, وكلّما ذكرت الباء
فنعني بها التجلّي الأخير المعبّر عنه بالروح الأعظـم, ثمّ بقيّة الحروف, والكلمات
والكلام فعلى حسب ما يقتضيه المقام)[1]
هذا هو التوضيح الممكن في هذا الباب، أما ما عداه
فغير ممكن، لأن لكل فن لغته الخاصة به، ولا يمكن لأي لغة في الدنيا أن تعبر عن مثل
هذه الحقائق العظمى، فلذلك يعوضها الصوفية بلغتهم الرمزية البسيطة الجميلة
الواضحة.
[1] ابن عليوة، الأنموذج الفريد المشير لخالص التوحيد ،ص8.
نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 379