نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 358
الصوفية وعلاقتها بالعرفان الصوفية، فقال: (كلّ من
صدّق بهذا العلم فهو من الخاصّة، وكلّ من فهمه فهو من خاصّة الخاصّة، وكلّ من عبّر
عنه وتكلّم فيه فهو النجم الذي لا يدرك، والبحر الذي لا يترك) [1]
وأشار إلى ما ذكرناه من أن
المعرفة لا تتناقض مع الحقائق الإيمانية الواردة في النصوص المقدسة، بل هي عمق من
أعماقها، فقال: (ولا نفهم من أخذهم باطن الألفاظ أن يتركوا ما يقتضيه الظاهر
حاشاهم من ذلك، بل يأخذون ما لا يقدر أن يأخذ به غيرهم من العزائم وسيرتهم في ذلك
مشهورة، ولا يناقض هذا أقوال بعض أهل الجذب الغالب عليهم الحال، لكونهم ناقصين عن
درجات الكمال، وأمّا الكمّل فأقوالهم مشهورة في عدم انفكاك الحقيقة عن الشريعة، أو
العكس منها قولهم : ( الحقيقة عين، والشريعة أمرها )، ومنها قولهـــــم : ( من
تحقّق ولم يتشرّع فقد تزندق، ومن تشرع ولم يتحقق فقد تفسق، ومن جمع بينهما فقد
تحقق )، ومنها قولهم : ( الحقيقة باطنة في الشريعة كبطون الزبد في اللبن فبمخض
اللبن يظهر الزبد )، ويقـال : ( أنّ الحقيقة شجرة والشريعة أغصانها )، ويكفي في
هذا ما قيل : ( الشريعة مقالي، والطريقة أفعالي، والحقيقة حالي )[2]، وإذا كان هذا وصفه عليه الصلاة والسلام فكيف يتأخر عن هذا المقام مثل
هؤلاء القوم، قد زيّنوا ظاهرهم
[1] ابن عليوة، المنح القدوسية في شرح المرشد المعين على الطريقة الصوفية، ص20.
[2] لم أجد هذا الحديث، وهو
مبني على ما ذكرنا سابقا من عدم اهتمام الصوفية بالتوثيق، واهتمامهم بالمعنى، ولعل
الشيخ لم يورده كحديث.
نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 358