نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 359
بالشرع وجمّلوا باطنهم
بالجمع، وأخذوا من الشرع ما لا يقتضيه الطبع، ولا يسبق إليه السمع، فمن أجل ذلك
صار جميع ما يفهمونه عن الله في سائر أحوالهم مأخوذا من الكتاب والسنّة، وقلّما
تجد قولا من أقوالهم في الشريعة إلاّ ولهم فيه جميع مراتب الشريعة كالإسلام والإيمان
والإحسان، وإن شئت قلت الشريعة والطريقة والحقيقة بخلاف ما عداهم فإنّهم لا يأخذون
من القول سوى الظاهر من غير التفات لما له في الباطن من الأسرار القدسيّة والمعاني
الغيبيّة، ولهذا احتجب عنهم ما كان عليه أصحاب رسول الله a من نظرهم لباطن الأشياء لما وقف الناس مع
ظاهرها، وقد مدحهم عليه الصلاة والسلام بقوله : ( سيروا هذا جمدان سبق المفردون،
قالوا : ما المفردون يا رسول الله؟، قال : الذاكرون الله كثيرا والذاكرات)[1][2]
3 ــ موقف الصوفية من (وحدة الوجود)
قبل أن نذكر موقف الطرق الصوفية من التهمة التي وجهها
إليهم خصومهم من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أو من التيارات السلفية أو من
غيرهم أن نبين أن (وحدة الوجود) كمصطلح فلسفي وديني له دلالات مختلفة متناقضة لا
يمكن الجمع بينها في أحيان كثيرة، وللأسف فإن الكثير من الباحثين يحملون ما شاءوا
من المعاني على هذا المصطلح، وبالتالي يحملون الصوفية جرائر كل من يقول بهذا
المصطلح حتى لو كان ملحدا.