نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 357
ليطهر الأمة من كل الذاكرين والصالحين، ولا يبقى في
الجبة إلا السطحيون والسلفيون والوهابيون، وهذا ما فعلته الجمعية للأسف.
ولهذا نجد الشيخ ابن عليوة في دفاعه عن الصوفية في هذا المجال يعتب
بشدة على المعترضين على الصوفية من غير أن يفهموا مقاصدهم، والتي لا يمكن أن تفهم
من غير السلوك، كما لا يمكن للبصر الضعيف أن يرى ما في السماء من عجائب، فقال:
(وإذا استقر في ذهنك أيّها القارىء اللبيب أن نقطة الباء جامعة لسائر الأحكام
والرسوم والمعارف والفهوم، فمن باب أولى وأحرى الكلمة، فسلّم لأهل هذا العلم ولا
تستغرب إن رأيتهم استخرجوا من المعنى الواحد معاني شتى، ومن الكلمة الواحدة كلمات
جمّة، فلهم أن يستخرجوا ما شاءوا من أي شيء شاءوا، تالله لو أراد أحدهم أن يستخرج
العسل من الخل لفعل : { يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ
مِنَ الْحَيِّ} [الروم: 19]، وكلّ ذلك دليل على ما
منحهم الله من الأسرار والمعارف والأنوار، فلا تغتر يا أخي بأقوال المغرورين الذين
ينقصون أولياء الله، ويخوضون في أعراضهم، ويزعمون أنّ لهم يدا عليهم، وما هم إلاّ
بمنزلة الصبيان معهم، لكونهم لا يدرون من أي بحر غرفوا، ولا لأي جهة من الجهات
توجّهوا) [1]
ونقل عن الشيخ (الصقلي) ذكره لبيان المواقف المختلفة
من العرفان
[1] ابن عليوة، المنح القدوسية في شرح المرشد المعين على الطريقة الصوفية، ص19.
نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 357