نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 356
بناء على هذا المعنى المتفق عليه عند الصوفية، فإن
الذي يريد أن يجادل الصوفية في الحقائق التي يوردونها ويتفقون عليها ينبغي أولا أن
يتحصل على الجهاز الذي حصلوه، وإلا فإنه من مخالفة المنهج العلمي أن يجادل العامي
الفلكي في حقائق الكواكب والمجرات.
قد يقال بأن حقائق الدين واضحة، وقد تكفل القرآن
الكريم ببيانها، وهكذا يقال كذلك بأن السماء واضحة، ولكن الفلكي يرى في السماء ما
لا يرى فيها العامي، وهكذا القرآن الكريم يرى فيه الصوفي العارف المحقق ما لا يرى
فيه العامي البسيط.
ولذلك فإن الباحث الذي يحترم نفسه يقع بين خيارين إما
أن يسلم للصوفية بما ذكروه من أن معارف الباطن لا تتناقض مع معارف الظاهر، وإنما
هي عمق من أعماقها، ولذلك يحكم لهم بما يحكم لسائر المسلمين من الإيمان.
وإما أن لا يكتفي بهذه المرتبة، وهو في هذه الحالة
بين خيارين كذلك: إما أن يستعمل الأجهزة التي استعملوها، ليصل إلى الحقائق التي
وصلوا إليها، وذلك يقتضي منه السلوك والسير إلى الله والمجاهدة في ذلك، وإما أن
يسلم لأمر اتفق عليه الآلاف المؤلفة من الصالحين في كل زمان ومكان.
وهناك خيار ثالث بعد هذا، وهو أن يتوقف فلا يحكم لهم
بإسلام، ولا يحكم لهم بالكفر.
أما الخيار الأخطر فهو أن يتجرأ فيحكم عليهم بالإلحاد
والحلول والكفر،
نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 356