نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 352
لا يعني ما ذكرنا من أن عقائد الصوفية لا تخرج عن
العقائد الواردة في النصوص أن حظ الصوفية وخصوصا العارفين منهم من العقيدة
والإيمان هو نفس حظ العوام، وإلا لما افترق العوام عن الخواص، وإنما للصوفية حظ
خاص، لا يتناقض مع الحظ السابق، وإنما يضيف إليه ويعمقه.
لكن خصومهم من السلفيين وغيرهم يضعونهم بين خيارين
إما أن يقتنعوا بما يفهمه العامة من العقائد مع سطحيته ومحدوديته بل وتناقضه
أحيانا كثيرة، وبين أن يتهموا بالحلول والاتحاد والكفر.
ولهذا يحرص الصوفية على أن ينبهوا على أن عقائدهم
ومعارفهم الإيمانية هي نفس العقائد الموجودة عند المسلمين لكن الله فتح عليهم
بمزيد من الفهم والتفصيل والعمق لم يتح للعوام الحصول عليه بسبب الحجب الحائلة
بينهم ونين الوصول إليها.
ولهذا ينبهون إلى ضرورة ما يسمونه (العرفان العملي)
لفهم (العرفان النظري)، أو كما عبر ذلك ابن عطاء الله السكندري بقوله: (كيف يُشرقُ قَلْبٌ
صُوَرُ الأكوانِ مُنْطَبِعَةٌ في مرآته ؟ أمْ كيف يرحلُ إلى الله وهو مكَبَّلٌ
بشَهواته ؟ أم كيف يطمع أن يدخل حضرةَ الله وهو لم يتطهَّر من جَنَابَةِ
غَفَلاتِهِ ؟ أم كيف يرجو أن يفهم دقائقَ الأسرارِ وهو لم يَتُبْ من هَفَواتِهِ ؟)[1]
ويذكر ابن عجيبة ضرورة الصحبة المصححة لمقاصد المجاهدة،
فيقول: