ويعلق عليه
بقوله: (فتأمل قوله يرحمك الله : (فهم في الحقيقة علماء حكماء، خضعت لهم رؤوس
الفقهاء والمتكلمين)، أليست هذه قولة شافية وصراحة كافية في إثبات شرف القوم على
غيرهم من الفقهاء خصوصاً، وقد قالها ابن القيم الذي لا
يفوتكم ماله من حدة الانتقاد، والذي ترجون أن يكون لكم أكبر صاعقة على المتصوفة،
لولا أن النتيجة جاءت عن خلاف ما في الآمال)[2]
ولا يكتفي
الشيخ ابن عليوة بهذا
الاقتباس من ابن القيم الدال على
احترامه للصوفية، وإنما ينقل عنه ما هو أخطر من ذلك، وهو تقريره لما يذكره الصوفية
من العرفان، أو ما يعبر عنه الشيخ ابن عليوة بغوامض
التصوف، كما سنرى ذلك عند الحديث في الجزء الثالث من هذه السلسلة عند الحديث عن
العرفان الصوفي.
وينقل عنه
حديثه عن الشطحات الصادرة من الصوفية، والتي تحكم الجمعية كالتيار السلفي المتشدد
على الواقعين فيها بالكفر، بل بأبشع أنواع الكفر، بينما يتحدث ابن القيم عن بلغة
علمية مهذبة، فيذكر أنها (أوجبت فتنة
[1] لم أجد النص في كتب ابن
القيم كما ذكر الشيخ، ووجدته في مجموع الفتاوى لابن تيمية، (انظر: تقي
الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني، مجموع الفتاوى، تحقيق:
أنور الباز - عامر الجزار، دار الوفاء، الطبعة : الثالثة، 1426 هـ / 2005 م، (11/
19)
[2] ابن عليوة، الناصر المعروف بالذب عن مجد التصوف، ص59.
نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 358