نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 359
على طائفتين من الناس أحدهما : أحجبت عن محاسن الطائفة ولطف نفوسهم
وصدق معاملتهم فأهدروها لأجل هذه الشطحات وأنكروها غاية الإنكار وأساؤوا الظن بها
مطلقاً، وهذا عدوان وإسراف، فلو كان من أخطأ أو غلط ترك جملة وأهدرت محاسنه لفسدت
العلوم والصناعات والحكم وتعطلت معاملتها، والثانية : حجبوا بما رأوه من محاسن
القوم وصفاء قلوبهم وصحة عزائمهم وحسن معاملتهم عن عيوب شطحاتهم ونقصانها فسحبوا
عليها ذيل المحاسن، وأجروا عليها حكم القبول والانتصار وهؤلاء مقتدون مفرطون،
والطائفة الثالثة وهم أهل العدل والإنصاف وهم الذين أعطوا كل ذي حق حقه وأنزلوا كل
ذي منزلة منزلته فلم يحكموا على الصحيح بحكم المعلول ولا على المعلول السقيم بحكم
الصحيح)[1]
وبعد أن نقل
هذا النص بطوله قال مخاطبا المخالف له ومن وقف موقفه من أصحاب الاتجاه السلفي:
(وما كان بودي أن نبعثك ايها الأخ على مطالعة هاته النقول، ولا نبعث غيرك لولا ما
فاجأتمونا به من نقولكم المتضمنة كون الجنيد وعصباته
كانوا أحط درجة من الخوارج في نظر كثير من الأئمة) [2]
ويرد على
هذه الدعوى المتشددة بذكر ما كان عليه ابن القيم من احترام
للجنيد وغيرهم من الصوفية، فيقول: (وذلك هو الأمر الذي بعثنا على
[1] محمد بن أبي بكر بن قيم
الجوزية، مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، تحقيق : محمد حامد
الفقي، دار الكتاب العربي – بيروت، الطبعة الثانية، 1393 – 1973، (1/
225)
[2] ابن عليوة، الناصر المعروف بالذب عن مجد التصوف، ص62.
نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 359