نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 354
مالك عن نفسه أنه عنده أحاديث وعلوم ما تكلم فيها ولا حدث بها) [1]
ثم علق على ذلك بقوله:
(وعليه، فهل ترى أيها الأخ أن هذا العلم المخبر عنه هو من مدخول الفقه ؟ فما أظن.
إذ لو كان كذلك لما ساغ له كتمانه لما أن الفقه في الدين يشترك في لزوم معرفته
جميع المكلفين ويجل عن كتمانه العلماء الأعلام لما في آية الكتمان وحديث الإلجام،
ولكنك تستبعد أن يكون لما لك من العلوم الموروثة عن النبي a غير ما دونه للعموم، وهذا الاستبعاد إنما يتصور
مع عدم الاطلاع على ما اشتملت عليه دفاتر السنة من النصوص المثبتة لنظير ذلك)[2]
ثم استدل لهذا بما ورد
في الحديث عن أبي هريرة قال: (حفظت
عن رسول الله a وعائين من العلم أما
أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته لقطعتم مني هذا البلعوم)[3]
أما ما يستند إليه
المخالفون مما رواه عنه عبد الملك بن زياد قال: كنا عند مالك فذكرت له صوفية
بلادنا، فقلت له: يلبسون فواخر ثياب اليمن ويفعلون كذا وكذا فقال: ويحك أوهم
مسلمون؟)[4]
[1] إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي، الموافقات،
تحقيق: أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان، دار ابن عفان، الطبعة الأولى 1417هـ/
1997م، (5/ 171)، وانظر: ابن عليوة، الناصر المعروف بالذب عن مجد التصوف، ص26.
[2] ابن عليوة، الناصر المعروف بالذب عن مجد التصوف، ص26.