نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 353
ثم يستخلص
من تلك المقولة المنسوبة لمالك ما يحاول به أن يجعل منه صوفيا كسائر الصوفية،
فيقول: (وهذه الصراحة من الإمام كافية في إعظامه لمذهب التصوف، وكفى أنه جعله
قريناً للفقه بدونه عاطل كما أن التصوف بدون الفقه باطل، وخلاصة القول أن الإمام
رضي الله عنه كان جامعاً بين التصوف والفقه، وهذا لا يستبعد من الإمام ما دام
التصوف عبارة عن صدق التوجه إلى الله عز وجل)[1]
وأجاب على الشبهة التي
يوردها بعضهم، وهي أن مالك لو كان صوفيا أو له علاقة بالتصوف لاشتهر ذلك عنه أو
لألف فيه كما فعل المشتهرون بالتصوف ممن هم في طبقته كالحارث المحاسبي وغيره، فقال: (إن عذر
الإمام (يعني الإمام مالك) في ذلك هو
قيامه بما دعت إليه الضرورة من لزوم حفظ القواعد الفقهية وضبط النقول الشرعية
خصوصاً وهو يرى من نفسه الكفاءة للأمر الذي لم يتوفر لغيره غالباً، وكل ذلك لا
يمنع أن يختص الإمام في خاصته وحد ذاته بما اختص به غيره من خاصة المتصوفة بأن
تكون له المشاركة في علمهم ودقائق أسرارهم التي أمروا بعدم إفشائها لغير أهلها)[2]
ويستدل لهذا بما نقله
عن الشاطبي في كتاب
الموافقات من قوله: (وأخبر
[1] ابن عليوة، الناصر المعروف بالذب عن مجد التصوف، ص25.
[2] ابن عليوة، الناصر المعروف بالذب عن مجد التصوف، ص74.
نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 353