نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 39
العلم بتفاصيل المعرف، وفي ذلك دقائق
لا يقدر عليها إلا العلماء،ولهذا فـ (العامي ينبغي له أن لا يحتسب إلا في الجليات المعلومة
كشرب الخمر والزنا وترك الصلاة، وأما ما يعلم كونه معصية بالإضافة إلى ما يطيف به من
الأفعال، ويفتقر إلى اجتهاد، فالعامي إذا خاض فيه كان ما يفسده أكثر مما يصلحه)[1]
ولأجل هذا يدعو الغزالي إلى نشر العلوم المعلومة من الدين بالضرورة بين العامة،
وتكوينهم فيها حتى تشتهر وتنتشر، باعتبارها لاعذر لأحد بجهلها.
2 ـ أن شأن الفقيه والعالم وحرفتهما تبليغ ما بلغهما عن رسول الله a،باعتبارهم
ورثة الأنبياء، ويعبر الغزالي عن هذه الوظيفة بكونها حرفة، وشأن المحترف أن يبحث عن
مظان اشتغاله بحرفته، يقول ـ معبرا عن دور الفقيه نحو هذه الحرفة ـ: (وليس للإنسان
أن يقعد في بيته، ولا يخرج إلى المسجد لأنه يرى الناس لا يحسنون الصلاة، بل إذا علم
ذلك وجب عليه الخروج للتعليم والنهي، وكذا كل ما تيقن أن في السوق منكرا يجري على الدوام
أو في وقت بعينه، وهو قادر على تغييره، فلا يجوز له أن يسقط ذلك عن نفسه بالقعود في
البيت، بل يلزمه الخروج، فإن كان لا يقدر على تغيير الجميع ويقدر على البعض لزمه الخروج،
وأما العامة والمحترفون فلو تركوا حرفهم واشتغلوا بالحسبة لبطلت المعايش)[2]
ولهذا، فإن الغزالي يعتبر المدارس أهم المؤسسات الإصلاحية لكونها مراكز التعريف
بالدين وأحكامه وتربية المصلحين عليه، فمن الإصلاح التعليمي ينطلق الإصلاح الاجتماعي
في رأي الغزالي.