نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 38
القضايا المرتبطة بهذا الجانب.
وسنتاول كل هذه الأمور من وجهة نظر الغزالي في المطالب التالية:
1 ـ أركان العملية
الإصلاحية:
من خلال استقراء ما ذكره الغزالي عند حديثه عن الإصلاح الاجتماعي يمكن أن
نجد المكونات الأساسية التالية:
أ ـ الجهد الإصلاحي:
هو الركن الأساسي في كل عمل إصلاحي، ويرى الغزالي شموليته للنواحي التالية:
التعريف بالأحكام الشرعية:
وهو تبيين تفاصيل الأحكام
الشرعية، وكيفية التعامل معها، والاستدلال لها، والحكم والمقاصد المناطة بها،و لذلك،
فإن العلماء باختلاف مراتبهم من مفتين ووعاظ ومعلمين هم أول من يتعلق بهم هذا
النوع من الجهد الإصلاحي.
لكن الغزالي مع ذلك يرى تعلقه
بالعامة من الناس بحسب معارفهم الممكنة، يقول في ذلك: (كل عامي عرف شروط الصلاة فعليه
أن يعرف غيره، وإلا فهو شريك في الإثم، ومعلوم أن الإنسان لا يولد عالما بالشرع، وإنما
يجب التبليغ على أهل العلم)[1]، ثم يعطي قاعدة لذلك هي: (أن كل من
تعلم مسألة واحدة، فهو من أهل العلم بها)[2]
ويبرر الغزالي ما ذكر من اختصاص هذا التكليف بالعلماء بأن الإثم عليهم أشد،
والتبعة عليهم أعظم،وذلك لسببين:
1 ـ أن قدرة العلماء في ذلك أظهر، وهو
بصناعتهم أليق، فإن من شروط التعريف