نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 147
وهو ـ كما يرى الغزالي ـ علم ذوقي لا
يمكن التعبير عنه، وحصوله في القلب يكون بغير استدلال أو تعلم، ولذلك يسميه: (إلهاما)،
و(علما لدنيا)[1]، ويقسم العلوم غير الضرورية الحاصلة في القلب باعتبار
حاجتها إلى التعلم والاستدلال إلى ثلاثة أقسام:
1.
الإلهام:ويختص بع الأولياء والأصفياء.
2.
الوحي:ويختص به الأنبياء.
3.
التعلم:ويختص بع العلماء.
والقسم الأول والثاني لا يحتاجان إلى تعلم واستدلال بخلاف القسم الثالث[2].
وهو في مناسبات كثيرة ينبه إلى أن الإلهام أثر للوحي، لا شيء قائم بذاته منفصل
عنه، يقول في (الرسالة اللدنية): (الإلهام أثر الوحي؛ فإن الوحي هو تصريح الأمر الغيبي،
والإلهام هو تعريضه، والعلم الحاصل عن الوحي يسمى (علما نبويا) والذي يحصل عن الإلهام
يسمى (علما لدنيا) .. وهو الذي لا واسطة في حصوله بين النفس، وبين الباري)[3]
وهو يرى أنه لا يجوز للعقل أن ينكر وجود المعرفة الإلهامية، باعتبارها لا
تخضع لمقاييسه يقول في (مشكاة الأنوار): (..لا يبعد، أيها المعتكف في عالم العقل أن
يكون وراء العقل طور آخر يظهر فيه ما لا يظهر في العقل، كما لم يبعد كون العقل طورا
وراء التمييز والإحساس ينكشف فيه غرائب وعجائب يقصر عنها الإحساس والتمييز)[4]
ويضرب مثالا على ذلك بتذوق الشعر، وكيف
أنه يختص به نفر من الناس، مع أنه