نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 146
له جلال حضرة الربوبية، وتجلى له الحق،
وظهر له من لطائف الله تعالى ما لا يجوز أن يوصف، بل لا يحيط به الوصف أصلا)[1]
وبعد خروج السالك من خلوته يحافظ على ورد قلبه الدائم الذي هو الاستغراق في
التوجه إلى الله، كما نقل الغزالي عن الشبلي [2] قوله لأحد مريديه: (إن كان يخطر بقلبك من الجمعة التي
تأتيني فيها إلى الجمعة الأخرى شئ غير الله تعالى فحرام عليك أن تأتيني)[3]
2 ـ المعرفة الصوفية:
ويسميها الغزالي (علم المكاشفة)، ويعرفها بأنها عبارة عن (نور يظهر في القلب
عند تطهيره وتزكيته من صفاته المذمومة يرفع الغطاء عن القلب حتى تتضح له جلية الخلق،
فتنكشف له حقيقة الأشياء التي كان من قبل يسمع أسماءها، ويتوهم لها معاني مجملة غير
متضحة) [4]
فتحصل له بذلك النور المعرفة الحقيقية بذات الله سبحانه وتعالى وصفاته وأفعاله
وحكمته في خلق الدنيا والآخرة، ومعنى النبوة والوحي ومعنى الملائكة والشياطين، وكل
الحقائق الاعتقادية [5].
[2] هو
أبو بكر بن جحدر، صجب الجنيد وأقرانه، وصار أوحد أهل وقته علما وحالا، توفي سنة
334هـ، انظر: الشعراني، الطبقات الكبرى، القاهرة: دار الفكر العربي 1952، ص89.
[4]
إحياء علوم الدين: 1/20 وهو يفرق بين العلم والمعرفة في أن العلم إدراك، والمعرفة
تحقق، فرؤية النار مثلا علم ، والصطلاء بها معرفة (انظر: روضة الطالبين ص54)