نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 145
دلائل الكتاب
والسنة؛ وتظاهرت به الأحاديث الصحيحة عن النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
من رواية جماعةٍ من الصحابة في مواطن كثيرة، ولا يمتنع في العقل أن يعيد الله
تعالى الحياة في جزءٍ من الجسد ويعذبه، وإذا لم يمنعه العقل وورد الشرع به، وجب
قبوله واعتقاده)[1]
وغيرها من
النصوص الكثيرة التي نجدها في كتب العقائد في المدارس الإسلامية المختلفة، وهي
كافية للعاقل حتى لا يتجرأ على مخالفة جميع الأمة، بسبب رأي رآه أو سمعه من غيره،
من غير تحقيق ولا تثبت.
الشبهة الرابعة ـ تعارض عذاب القبر
مع العقل:
وهي الشبهة
الأساسية التي ينطلق منها التنويريون من أجل إلغاء هذه القضية العقدية، أو التهوين
من شأنها، ولأجل ذلك يحاولون استخدام القرآن الكريم كسند لعقولهم، لعلمهم أن العقل
وحده لا يكفي للتدخل في الأمور الغيبية.
ومن خلال
استقراء مقولاتهم المرتبطة بالاستدلال العقلي على إنكار عذاب القبر يمكن أن نجد
ثلاث شبهات:
أولها ـ خلطهم
بين التعقل والتصور؛ وتوهمهم أن ما لا يدركونه بحواسهم ليس له وجود واقعي، وهذا
غير صحيح، لأن عذاب القبر مثله مثل سائر عالم الغيب، لا علاقة للحواس به، فلذلك
يكون التعامل معه بالتعقل، لا بالتصور.
ومن هذا الباب
توهمهم أن المراد من عذاب القبر ونعيمه، ارتباطه بالقبر الحقيقي المعروف، وهذا غير
صحيح، وإنما هذه التسمية جاءت من باب الغالب، لا