وهي لا تتنافى
أبدا مع الآيات السابقة، والتي تذكر مقولة الخلائق بعد البعث، ذلك أن المراد منها
هو كون الأجساد في مرقد، وكونها كذلك لا يعني عدم نعيمها، أو عدم عذابها.
بل إن النصوص
تدل على أن كل حياة متدنية تعتبر موتا ونوما بالنسبة لما قبلها، كما وردت الإشارة
إلى ذلك في الأثر: (الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا)[1]
وقد أقر صبحي
منصور في كتابه الذي حاول أن يستدل فيه على عدم عذاب القبر بحياة الشهداء في
البرزخ، لكنه جعله خاصا بهم، كما خصص العذاب بقوم فرعون ونوح، وهذا كله تصرف
بالهوى المجرد مع النصوص المقدسة التي من شأنها أن تذكر الحقائق، لا أن تؤرخ لجهة
من الجهات.
وقد قال في ذلك:
(الذى يفقد حياته قتلاً مضحياً
بها فى سبيل الله تعالى يهبه الله حياة أبدية وقت البرزخ وفى الآخرة يعيش فى نعيم
دائم.. وفى المقابل فهناك من عاش حياته الدنيا بأكملها يحارب الله تعالى ويضطهد
النبى المرسل إليه حتى يفقد حياته فى سبيل الشيطان، وذلك ما ينطبق على آل فرعون
وقوم نوح فقط، ونقول فقط مع كثرة المكذبين الذين حاربوا الله ورسله، لأن القرآن
ذكرهم فى هذا الخصوص
[1] البيهقي في الزهد الكبير (515) من
قول سهل التستري، ورواه أبو الفضل الزهري في حديثه (710) من قول بشر بن الحارث.
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 133