نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 134
بالتحديد، وذكر
أيضاً أن المجرمين حين تقوم الساعة يقسمون ما لبثوا غير ساعة، إذن القاعدة العامة
أن المجرمين يستيقظون عند البعث وقد مرت عليهم فترة البرزخ بدون إحساس أو شعور أو
عذاب.. والاستثناء هو حالة آل فرعون وقوم نوح)
ولسنا ندري
دليله على هذا الاستثناء، ولم لا يضع فيه أيضا تلك النصوص النبوية التي تجعل ذنوبا
أخرى كالنميمة وعدم التنزه من البول وغيرها من موجبات عذاب القبر.
ولهذا فإن التنويريين
أنفسهم يقرون بأن قوله تعالى: {قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ
مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} [يس: 52]، لا
يفهم فهما حرفيا، بل يفهم على ضوء سائر القرآن الكريم، من كون المرقد دلالة على
القبر أو على الحياة المتدنية، لا على كون مرحلة البرزخ تساوي صفرا زمنيا، كما
يزعم بعضهم.
وقد حاول صبحي
منصور أن يستعمل كل الوسائل للفرار مما تقتضيه الآيات الكريمة الواردة في آل
فرعون، فراح يجادل في مصطلح [عذاب القبر]، فقال: (إن عذاب فرعون ليس فى القبر،
ولكنه عذاب فى البرزخ لأن الخصوصية التالية لفرعون أن الله أنجى جسده وقال له عند
الموت ﴿فَالْيَوْمَ نُنَجّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً
﴾ (يونس 92). ولو كان هناك عذاب قبر كما يقول أشياع الثعبان لظل جسد فرعون
فى القبر ينهشه الثعبان)
ونحن وكل من
يؤمن بعذاب القبر يقره على هذا؛ فمصطلح [عذاب القبر] ليس المراد به القبر فقط،
فحتى الذي لا يقبر قد يعذب، وقد ينعم.. ولكن جرى الاصطلاح على هذا، مع أن القبر
ليس فقط محلا للعذاب، وإنما هو أيضا محل للنعيم، لكن جرى الاصطلاح على تسميته
بالعذب، ولا مشاحة في الاصطلاح.
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 134