نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 122
أهل تلك
الأديان، ولم يوح بها من الله تعالى.. وهم في هذا يطلبون من الله تعالى بأن يختار
للمسلمين عقائد ينفردون بها، ولا يزاحمهم فيها غيرهم.
ومن الأمثلة على
هذه الشبهة ما كتبه بعضهم تحت عنوان [مصدر خُرافة عذاب القبر][1]،
والذي أعاد فيه هذه العقيدة لمصادر مختلفة عبر عنها بقوله: (بما أن اليهود هم أصل
هذه العقيدة عند المسلمين؛ فهذا يعني حدوث واحد من أمرين اثنين: إما أن اليهود ـ
حينها ـ كانوا يؤمنون بالحياة في البرزخ،وأن البعث يكون مرتين الأولى في القبر،
والثانية يوم القيامة، وبالتالي فهم يؤمنون بثلاثة أنواع من الحيوات، وهذه العقيدة
هي نفسها عقيدة من يؤمن بعذاب القبر من المسلمين.. أو أن اليهود لم يكونوا يؤمنون
بالبعث يوم القيامة أصلاً..ولكن يؤمنون بالبعث في القبر، وأن الحساب الأخروي لديهم
موجود بداخله، وهذا يعني أن عذاب القبر لديهم هو نفسه عذاب الآخرة)
ثم راح يرجح
الاحتمال الثاني، ليبني عليه أن مصدر هذه العقيدة هم المصريون القدامى، فقال: وأنا
أرجح الثانية.. لأن هذا الاعتقاد هو بعينه اعتقاد المصريون القُدماء، فنشأة اليهود
بالأصل كانت مصرية حتى مع الخلاف حول هذه النتيجة، ولكنها كانت رؤية دينية عامة
منتشرة في الشرق القديم، فالمعبود المصري يُقابله المعبود الفينيقي أو
البابلي..حتى أن عقائد اليونان القدماء لم تَخلُ من هذا الطرح..وعقيدة الحساب
والجزاء لديهم كانت في القبور وهذا ما حملهم على دفن متاع الميت معه.. ولأن كُتب
وأسفار اليهود الكُبرى خلت من أي إشارة للبعث يوم
[1] مصدر خُرافة عذاب القبر، سامح عسكر،
الحوار المتمدن، 23 فبراير 2013، ببعض التصرف مراعاة للاختصار.
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 122