نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 123
القيامة، وأن
الإيمان بيوم القيامة لدى اليهود لم يأتِ إلا متأخراً وبالتحديد بعد كتابة التلمود
بشِقيه.. ولأنه لا يوجد أحد من اليهود الآن يقول بعذاب القبر.. بمعنى أنهم يعتقدون
في أن البعث يكون يوم القيامة، وهذا يُثير التساؤل كيف وأن هذه العقيدة كان منشأها
لدى اليهود ثم يُنكرونها الآن..والإجابة جاءت في الوجه الثاني بأنهم كانوا يقولون
بذلك قبل كتابة التلمود، وبعدما جاء التلمود بعقيدة البعث يوم القيامة متأثراً فيه
بالإنجيل...حينها آمن اليهود بأن البعث واحد يوم القيامة وأن الحياة اثنين في
الدنيا والآخرة)
ثم أخذ يبين كيف
تطور هذا المفهوم المستورد من المصريين القدامي، فقال: (يكفينا الإشارة بأن فكرة
عذاب القبر عند المسلمين كانت فكرة دينية أخذت بُعداً اجتماعيا نتيجة لتطورها على
أيدي المتصوفة..أيضاً ومن أثر عُمقها الضارب في أذهان القُدماء الشرقيين، وهي تعني
أن عذاب القبر لديهم كان هو العذاب الأخير لأنهم كانوا لا يعتقدون بيوم القيامة
الذي يبعث الله فيه العباد ويُحاسبهم على أعمالهم فمن كان صالحاً دخل الجنة ومن
كان طالحاً دخل النار، وأن الأساطير المصرية والعراقية واليهودية القديمة كانت
متشابهة في البعض ومتطابقة في البعض الآخر..وفي قضية عذاب القبر نكاد نرى تطابقاً
عجيباً بين عقائد اليهود والفراعنة وبلاد العراق ـ خاصة السومريين والبابليين ـ
قبيل ظهور التلمود وتأثر اليهود بالأناجيل التي أفصحت عن شكل الحياة بعد الموت
وبأن هناك يوماً ستُرد فيه الحياة للأجساد وهو اليوم الأخير للعالم وبعدها يأتي
الحساب)
ومثل ذلك كتب
آخر في كتاب له بعنوان [أكذوبة عذاب القبر وأكاذيب شيوخ
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 123