responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 120

التي لا تدل على الحكمة والأناة، راح صاحب المقال يخطب قائلا: (أليس من العار أن تدافع عن الأموات وتترك الأحياء يزدادون بؤسا باسم تمثيلية عذاب القبر.. فيا أستاذ يا إنسان يا من تؤمن أن الله كرمّك.. اشعــر بمن حولك من البشر اشعـر بهم وهم أحياء يشتركون معك في المكان والزمان.. اشعر بهم وقف معهم وبجانبهم ضد الفاسدين لا تقف ضدهم من أجل مصلحتك الشخصية، فمزبلة التاريخ لا تجامل ولا ترتشي أعـد حساباتك، فعذاب الفـقـر أهم مليار مرة من عذاب القبـر، فلا يطلق الفقر والفقراء إلا على الأحياء والعقل يقول أن الذي لا يهتم ويشعر بمعاناة الناس وهم أمامه أحياء، فمن المؤكد أن ما يقوله مدعيا خوفه على نفس الناس وهم أموات يعتبر محض كذب وافتراء وضحك على نفس الناس حتى ينشغلوا عن حقوقهم الطبيعية وهم احياء)

ولست أدري ما علاقة عذاب القبر بكل ذلك، وهل في إمكان العالم أو رجل الدين أو الخطيب أن ينقذ الناس من الفقر، وهل هذا دوره، أم دوره أن يبين أحكام الشريعة، ويعظ الناس ويوجههم، أما تكليفه بإغنائهم من الفقر، فهذا ليس من مسؤوليته، والسبب فيما ذكره من السرقات الكبرى ليس رجال الدين الذين يؤمنون بعذاب القبر، ولكن رجال الدنيا الذين ينكرونه، لأنهم لو كانوا يؤمنون به، لما تجرأوا على سرقة دينار واحد.

ولهذا فإن هذا التنويري في حقيقته لا يعطي حلا لعلاج الفقر، وإنما يريد أن يضم للفقر الذي يعانيه الفقراء كفرا وضلالا وزندقة، ليجمع الفقراء بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، أو ليضموا إلى معاناتهم المادية معاناة أخرى نفسية وروحية، أشد وأخطر.

نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست