نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 51
172]، فهي الفترة التي كان البشر فيها جميعا في محل واحد، وكانوا أشبه
بالإخوة، فليس هناك متقدم فيهم، ولا متأخر.. بل جميعهم كان في محل واحد.. وكلهم
شهدوا بتلك الشهادة الواحدة.. ولذلك لم تكن بينهم حينها أنساب ولا شعوب ولا قبائل.
لكن مشيئة الله شاءت أن تقلبهم في الأرحام، وأن تقذف ببعضهم إلى أراض وشعوب،
وتقذف بآخرين إلى أراض أخرى، وشعوب أخرى، ليحصل الابتلاء.. فالطيب منهم يتعامل مع
إخوانه في الإنسانية على أساس نسبه الأول، والمتكبر منهم يتعامل مع إخوانه على
أساس الأرض التي نزل فيها، والشعب الذي نبت بين جنباته.
وقد قال تعالى معبرا عن حقيقة هذه المرحلة، ومقاصدها: ﴿يَاأَيُّهَا
النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا
وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ
اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13]
أما المرحلة الثالثة، وهي النشأة الأخرى، فقد ورد التصرح في النصوص المقدسة
بتلاشي الأنساب حينها، وعدم فائدتها، قال تعالى: ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي
الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101)
فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ
خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ
خَالِدُونَ (103)﴾ [المؤمنون: 101 - 103]
وقد ورد في النصوص تفصيلات كثيرة ترتبط بالتصنيف البديل عن ذلك
نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 51