نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 50
الأعراق.. والدورات الحياتية
يتصور البعض أن العرق والنسب شيء ذاتي لازم لجوهر الإنسان لزوما ذاتيا، لا
انفكاك له عنه.. وليس مجرد لزوم عرضي مرتبط بزمن معين، ومرحلة معينة، لغاية
تكليفية معينة..
وهذا التصور تنشأ عنه أوهام كثيرة جدا في الأفعال والمواقف تتنافى مع
مقتضيات التكليف الشرعي، ولذلك نحتاج إلى العودة إلى المصادر المقدسة للتعرف على
حقيقة الأمر، حتى لا نشغل حياتنا بأعراض حقيقتنا، ونغفل عن جوهرها.
والمصادر المقدسة تعتبر العرق والنسب والشعوب والقبائل قاصرة على هذه الفترة
الحياتية التكليفية القصيرة التي نعيشها على هذه الأرض، أما ما عداها من الفترات،
فقوانين الأنساب فيها مختلفة.
ذلك أن هناك ثلاث فترات كبرى يعيشها كل إنسان.. أولاها ما يعبر عنه بعالم
الذر.. والثانية ما يعبر عنه بالنشأة الأولى.. أو هي نشأتنا الحياتية الدنيوية
القصيرة.. والثالثة ما يعبر عنه بالنشأة الأخرى، وهي ما بعد الموت من البرزخ
والقيامة وغيرها.
أما الفترة الأولى، وهي فترة عالم الذر.. وهي التي عبر عنها قوله تعالى:
﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ
وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا
أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ﴾
[الأعراف:
نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 50