نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 52
التصنيف، منها قوله تعالى في تقسيم الشعوب حينها إلى ثلاثة أقسام:
﴿وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا
أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ
الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ
(11)﴾ [الواقعة: 7 - 11]
فهذه الآيات الكريمة تنص على أن الأنساب تتلاشى في تلك الدورة الحياتية
الكبرى والدائمة، ويصبح التصنيف حينها، ليس على أساس الشعوب والقبائل، وإنما على
أساس المعتقدات والأخلاق والقيم.. وقد قدم لتلك الآيات الكريمة بقوله تعالى:
﴿إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2)
خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (3)﴾ [الواقعة: 1 - 3]، فمن أول خصائص يوم الواقعة
أنها تخفض الكثير ممن كان مرفوعا، وترفع الكثير ممن كان منخفضا، فيعز بها قوم،
ويذل بها آخرون.
وقد عبر الله تعالى عن تلاشي الأنساب حينها، فقال: ﴿يَوْمَ يَفِرُّ
الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ
(36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) ﴾ [عبس:
34 - 38]، والشأن الذي يغنيه هو الكسب الذي كسبه، والعمل الذي عمله، لا ما فرض
عليه من أرض أو نسب أو لغة أو أي شيء آخر.. فالله لا يحاسبنا إلا على ما اكتسبناه.
هذه خلاصة مبسطة للمعارف الكبرى التي يدل عليها القرآن الكريم في هذا الجانب،
وهي تجعل كل عاقل ينصرف للبحث عن الشعب الذي يريد أن
نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 52