والمقامات بالأصالة أو بالنيابة.. ولا
يكون منهم في الزمان إلا واحد. وهو الغوث أيضا. وهو من المقربين.. وهو سيد الجماعة
في زمانه. ومنهم من يكون ظاهر الحكم، ويجوز الخلافة الظاهرة كما حاز الخلافة
الباطنة من جهة المقام: كأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلى، والحسن، ومعاوية بن يزيد،
وعمر بن عبد العزيز، والمتوكل. ومنهم من له الخلافة الباطنة خاصة، ولا حكم له في
الظاهر: كأحمد بن هارون الرشيد السبتي، وكأبي يزيد البسطامي)[1]
وهكذا استطاع
ابن عربي أن يحول من المتوكل المستبد الظالم الناصبي صاحب الجرائم الكثيرة ليس
مؤمنا عاديا فقط، بل وليا من أولياء الله.. بل قطبا من الأقطاب الكبار المقربين..
وكل ذلك بدليل واحد لا يستطيع أحد مهما كان أن يحاجج به، وهو الكشف.
ومن أولياء
هذه الأمة ـ كما يذكر ابن عربي ـ (الأئمة)،وهم ـ كما يذكر ـ (لا يزيدون في كل زمان
على اثنين لا ثالث لهما. الواحد (عبد الرب)، والآخر (عبد الملك).. وهما اللذان
يخلفان القطب إذا مات.. وهما للقطب بمنزلة الوزيرين، الواحد منهم مقصور على مشاهدة
عالم الملكوت، والآخر مع عالم الملك)[2]
ومنهم ـ كما
يذكر ابن عربي ـ (الأوتاد)، (وهم أربعة في كل زمان، لا يزيدون ولا ينقصون. رأينا
منهم شخصا بمدينة فاس، يقال له: ابن جعدون. كان ينخل الحناء بالأجرة. الواحد منهم
يحفظ الله به المشرق، وولايته فيه، والآخر (يحفظ الله به) المغرب، والآخر الجنوب،
والآخر الشمال. والتقسيم من الكعبة. وهؤلاء قد يعبر عنهم