في صورة خنازير، وهي العلامة التي جعل الله له في أهل هذا المذهب.
وكانا قد علما من نفوسهما أن أحدا من أهل الأرض ما اطلع على حالهما. وكانا شاهدين
عدلين، مشهورين بالسنة. فقالا له في ذلك. فقال: (أراكما خنزيرين، وهي علامة بينى
وبين الله فيمن كان مذهبه هذا)، فأضمرا التوبة في نفوسهما، فقال لهما: (إنكما،
الساعة، قد رجعتما عن ذلك المذهب فانى أراكما إنسانين) فتعجبا من ذلك، وتابا إلى الله)[1]
ثم ذكر من أوصاف هؤلاء الأولياء الطائفيين أنهم (أول يوم يكون في
رجب، يجدون كأنما أطبقت عليهم السماء. فيجدون من الثقل بحيث لا يقدرون على أن
يطرفوا، ولا تتحرك فيهم جارحة، ويضطجعون فلا يقدرون على حركة أصلا، ولا قيام ولا
قعود ولا حركة يد ولا رجل ولا جفن عين. يبقى ذلك عليهم أول يوم، ثم يخف في ثانى
يوم قليلا، وفي ثالث يوم يكون أقل. وتقع لهم الكشوفات والتجليات والاضطلاع على
المغيبات. ولا يزال (أحدهم) مضطجعا مسجى، يتكلم بعد الثلاث أو اليومين ويتكلم معه،
ويقول ويقال له، إلى أن يكمل الشهر. فإذا فرغ الشهر ودخل شعبان، قام كأنما نشط من
عقال. فان كان صاحب صناعة أو تجارة اشتغل بشغله، وسلب عنه جميع حاله كله إلا من
شاء الله أن يبقى عليه من ذلك شيء أبقاه الله عليه.- هذا حالهم. وهو حال غريب،
مجهول السبب. والذي اجتمعت به منهم كان في شهر رجب، وكان في هذه الحال)[2]
هذا مثال عن
نموذج من نماذج الأولياء الذين ذكرهم ابن عربي، ومثلهم كثير ممن ذكرهم بأعدادهم
وأوصافهم وأعمالهم من غير أي بينة سوى الكشف..
فمن أولياء
هذه الأمة ـ كما يذكر ابن عربي ـ (الأقطاب)، (وهم الجامعون للأحوال