أنفسهم، فلا
يجدونه إلى دخول رجب، من السنة الآتية. وقليل من يعرفهم من أهل هذا الطريق. وهم
متفرقون في البلاد، ويعرف بعضهم بعضا. منهم من يكون باليمن وبالشام وبديار بكر.
لقيت واحدا منهم بدنيسير. من ديار بكر، ما رأيت منهم غيره، وكنت بالأشواق إلى
رؤيتهم. ومنهم من يبقى عليه، في سائر السنة، أمر ما مما كان يكاشف به في حاله في
رجب، ومنهم من لا يبقى عليه شيء من ذلك)[1]
وبعد كل هذه الدعاوى العريضة التي لا دليل عليها من الكتاب أو السنة
أو العقل راح يقحم طائفيته في ولايتهم، فقال: (وكان هذا الذي رأيته (في دنيسير) قد
أبقى عليه كشف الروافض، من أهل الشيعة، سائر السنة. فكان يراهم خنازير. فيأتي
الرجل المستور، الذي لا يعرف منه هذا المذهب قط- وهو في نفسه مؤمن به، يدين به
ربه. فإذا مر عليه يراه في صورة خنزير، فيستدعيه ويقول له: (تب إلى الله! فإنك
شيعى رافضى)، فيبقى الآخر متعجبا من ذلك. فان تاب وصدق في توبته، رآه إنسانا، وإن
قال له بلسانه: تبت! ـ وهو يضمر مذهبه ـ لا يزال يراه خنزيرا. فيقول له: (كذبت في
قولك تبت!) وإذا صدق، يقول له: (صدقت)- فيعرف ذلك الرجل صدقه في كشفه. فيرجع عن
مذهبه ذلك الرافضي)[2] ثم راح يذكر مثالا واقعيا عن
هذا الولي العجيب الذي يشق على سرائر الخلق، ويمتحنهم، وكأنه إله متجبر، لا ولي
متواضع، فقال: (ولقد جرى لهذا مثل هذا مع رجلين عاقلين، من أهل العدالة من
الشافعية، ما عرف منهما قط التشيع، ولم يكونا من بيت التشيع. غير أنهما أداهما
إليه نظرهما. وكانا متمكنين من عقولهما، فلم يظهرا ذلك و أصرا عليه بينهما وبين الله.
فكانا يعتقدان السوء في أبى بكر وعمر، ويتغالون في على. فلما مرا به ودخلا عليه،
أمر باخراجهما من عنده. فان الله كشف له عن بواطنهما