ما بالك يا
رجل.. ألا تفهم.. صلاة الجماعة واجبة حسب الأدلة الكثيرة الصحيحة.. ولا يحق لكم أن
تتركوا الواجب..
قلت متوسلا:
أرجوك اسمعني فقط..
قال بغلظة:
كيف أسمعك، وأنت تتحدى أوامر الله، ولا تقيم دينه.. هل تحسب أن المسجد ملعب، تدخله
متى تشاء، وتخرج منه متى تشاء.. المسجد بيت الله، وله حرمته..
أردت أن
أتكلم، لكن صاحبي السائق، أخذ بيدي، وقال: صدقني.. لا جدوى للحديث معه.. فلنصبر،
ولننتظر صلاة الجماعة.. فنكسب التخلص منه، ونكسب أجر الجماعة.
لم أجد إلا
أن أسلم له فيما قال، ولو أن كل ثانية كانت تمر علي في ذلك المسجد، وكأنها سنة
كاملة، لأن قلبي كان مع ذلك المريض الذي تكاد الحمى تفتك به.
انتحيت ناحية
من المسجد، ورحت أحمل مصحفا، وأخذت أقرأ القرآن الكريم.. لكن غليظا آخر.. ولست
أدري كيف سمع قراءتي الخافتة.. اقترب مني، وقال: لقد ارتكبت أخطاء كثيرة فاحشة في
قراءتك لهذه الآية..
قلت: شكرا
جزيلا.. أرجو أن توضح لي.
قال: لقد
حولت المد اللازم إلى مد طبيعي.. وفوق ذلك لم تؤد الغنة جيدا في النون الساكنة..
ورققت الراء مع أنها لا ترقق في ذلك المحل..
وأخذ يعد علي
أخطائي الكثيرة من قراءتي لآية واحدة.. فقلت له معتذرا: شكرا جزيلا على
المعلومات.. أنا في الحقيقة نسيت بعض الأحكام التي ذكرتها.
غضب الرجل،
وقال: وهل تحسب أن أحكام الترتيل لعبة لك أن تنساها متى تشاء، وتتذكرها متى تشاء..
أحكام الترتيل هي المدخل الذي تدخل به إلى القرآن.. وإلا