فلا يصح لك
أن تحمله ولا أن تقرأه.. أنت بقراءتك هذه تحرف القرآن من حيث لا تشعر.
قال ذلك، ثم
أخرج من جيبه مطوية، وراح يقرأ لي فتاوى العلماء في ذلك.. وأنا أكاد أنفجر.. لكني
لم أملك إلا أن أستسلم له، وأقول ـ والغيظ قد أخذ مني كل مأخذ ـ: شكرا جزيلا على
النصيحة الغالية، وسأعمل بها.
أخرج ورقة
وقلما من جيبه، وقال: بورك فيك.. لاشك أنك رجل صالح.. ولهذا سأضمك إلى الفريق الذي
أدرّسه أحكام الترتيل.. أعطني بطاقتك لأسجل اسمك في القائمة.. فلدي دورة هذا
الأسبوع.
قلت: ولكن
أنا..
قاطعني،
وقال: لا تخف يا رجل.. فالدورة مجانية.. ولم نقمها إلا لوجه الله.. أعطني بطاقتك
فقط.
أردت أن
أتكلم، فقال: ما بك يا رجل.. هل تتصور أنني سأسلب مالك.. أقسم لك أن الدورة
مجانية.. أعطني بطاقتك فقط.
التفت إلى
السائق الذي وضعني في هذه الورطة، فرأيته يخرج بطاقته، ويسلمها مستسلما لغليظ مثل
الغليظ الذي بجانبي، فلم أجد سوى أن أفعل ما فعل.. وليتني ما فعلت، فقد قام بمجرد
أخذها، وقال: سأقوم بتسجيل بياناتك في الدفتر المخصص لذلك، وسنلتقي بعد الصلاة..
وسأسلمك حينها البطاقة.
أخذت بيده،
وقلت: أنا مستعجل الآن.. ولدي مريض.. أرجوك أرجع لي بطاقتي.
نظر إلي
بغلظة، وقال: أراك تتكبر على العلم الشرعي.. ألا تعلم الأجور المعدة لطلبة العلم..
ألا تعلم ما ورد في الحديث الذي رواه البخاري بسنده عن..
وأخذ يذكر لي
الكثير من الأحاديث بأسانيدها، وأنا كالمرجل الذي يغلي، ولكني خفت إن اعترضت عليه،
أن يعتبرني معترضا على الأحاديث التي كان يرددها.. فلذلك