مات جهمياً، ينقض الإسلام عروة عروة، ما
ولد في الإسلام أشأم ولا أضر على الأمة منه، وأنه أبو الخطايا، وأنه يكيد الدين،
وأن الخمارين خير من أتباع أبي حنيفة، وأن الحنفية أشد على المسلمين من اللصوص)[1]
ثم ذكر الشريف المرتضى تلك التهمة
الغريبة التي خص الشيعة بالاتهام بها دون من سواهم، وهي أن جميع أصحاب الصادق
والباقر وغيرهما من آل بيت النبوة كذبة، ولا يصح النقل عنهم في ذلك، بخلاف سائر
الفقهاء الذين لا يصحبهم إلا الصادقون.
يقول الشريف المرتضى معبرا بألم عن هذه
التهمة التي لا نزال نسمعها كل حين: (فإن قالوا: لو كان ما تدعيه الشيعة في مذاهب
الصادق والباقر حقا لوجب أن نعلمه كما علموه، ويزول الخلاف فيه منا كما علمت
الشيعة بمذاهب سلفنا من أبي حنيفة والشافعي وغيرهما ممن تقدمهما، قلنا: ليس يجب أن
يعلم الأجانب والأباعد من مذاهب العالم ما يعلمه أصحابه وخلصاؤه وملازموه
ومؤانسوه، ولهذا لا نعلم كثيرا من مذاهب أبي حنيفة مما يعلمه أصحابه والمنتمون
إليه فمن هو أخص بالباقر والصادق عليه السلام من أصحابهما وشيعتهما أعلم بمذاهبهما
ممن ليست له هذه الصفة معهما عليهما السلام على أنا لا نعلم كثيرا من المذاهب التي
يدعيها مخالفونا مذهبا لأمير المؤمنين صلوات الله عليه وتروى عنه، وتحكي خلاف ما
يروون وضد ما يحكمون، فعذرهم في أنا لا نعلم ذلك هو عذرنا في أن لم يعلموا المذاهب
التي تدعيها ونحكيها عن أمير المؤمنين وعلماء أبنائه صلوات الله عليهم، فليعتذروا بما
شاؤا ثم نقول لهم: كيف علمنا صحة ما يحكونه مذهبا لأبي حنيفة وللشافعي ولم نعلم
ذلك في كل ما يدعونه مذهبا لامير المؤمنين صلوات الله عليه ففرقكم بين الأمرين هو
فرقنا بين العلم العام بمذاهب أبي