وجل، ولا تحملوا الناس على أكتافكم فتذلّوا، إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً﴾، ثم قال: عودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، واشهدوا
لهم وعليهم، وصلّوا معهم في مساجدهم) [1]
وعن زيد
الشحّام، عن جعفر بن محمد، أنه
قال له: (يا زيد، خالقوا
الناس بأخلاقهم، صلّوا في مساجدهم، وعودوا
مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، وإن
استطعتم أن تكونوا الأئمة والمؤذِّنين فافعلوا، فإنكم
إذا فعلتم ذلك قالوا: هؤلاء الجعفرية، رحم
الله جعفراً ما كان أحسن ما يؤدِّب أصحابه. وإذا
تركتم ذلك قالوا: هؤلاء الجعفرية، فعل
الله بجعفر ما كان أسوأ ما يؤدِّب أصحابه)[2]
وعن علي بن
جعفر في كتابه، عن أخيه موسى بن جعفر، قال:
(صلّى حسن وحسين خلف مروان، ونحن نصلّي معهم)[3]
وقد ذكر
الإمام مالك كيفية معاملة الإمام جعفر الصادق له، فقال: (والله ما رأت عيني أفضل
من جعفر بن محمد زهداً وفضلاً وعبادة وورعاً، وكنت أقصده فيكرمني ويقبل عليّ)[4]
وقال: (كنت
أدخل إلى الصادق جعفر بن محمد فيقدم لي مخدّة ويعرف لي قدراً، ويقول: يا مالك، إني
أحبّك، فكنت أُسَرُّ بذلك، وأحمد الله عليه)[5]
وهكذا نجد كبار
علماء الشيعة ومراجعهم في القديم والحديث يفتون بالتواصل والتآلف مع سائر
المسلمين، فمن المتقدمين قال الشهيد الأول محمد بن مكي العاملي: