إليهم
والاستفادة منهم.. وقد روي مثلها عن أئمة الشيعة الذين كانوا ينهون أتباعهم عن
التميز عن سائر الناس، بل يأمرونهم بمخالطتهم، والجلوس إليهم، والتعايش معهم بكل
ما يقتضيه التعايش من معان.
فمن الروايات
في ذلك ما رواه جابر الجعفي،
قال: سألت
أبا جعفر الباقر: (إن لي جيراناً، بعضهم
يعرف هذا الأمر ـ أي ولاية أهل البيت (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
ـ وبعضهم لا يعرف، قد
سألوني أن أؤذّن لهم، وأصلي بهم، فخفت
أن لا يكون ذلك موسَّعاً لي؟
فقال: (أذّن لهم، وصلِّ بهم، وتحرَّ الأوقات)[1]
وروي عن
الإمام الصادق أنه قال: (من صلى معهم في الصف الأول كان كمَنْ صلى
خلف رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) في الصف الأول)[2] ، وقال: (إذا صلَّيت معهم
غفر لك بعدد مَنْ خالفك)[3]
وعن أبي علي قال:
قلت لأبي عبدالله الصادق: إن لنا إماماً مخالفاً، وهو
يبغض أصحابنا كلهم؟ فقال: (ما
عليك من قوله، والله لئن كنت صادقاً لأنت أحق بالمسجد
منه، فكُنْ أول داخل وآخر خارج، وأحسن خلقك مع الناس، وقُلْ
خيراً)[4]
وعن إسحاق بن
عمار، قال: قال
لي أبو عبدالله الصادق: (يا إسحاق، أتصلي
معهم في المسجد؟ قلت: نعم، قال:
(صلِّ معهم؛ فإن المصلي معهم في الصف الأول كالشاهر سيفه في سبيل
الله)[5]
وعن عبدالله
بن سنان قال: سمعت أبا عبدالله يقول: (أوصيكم بتقوى الله عز