(ويستحبّ حضور جماعة العامة، كالخاصة، بل أفضل، فقد روي: من صلى معهم في
الصف الأول كان كمَنْ صلى خلف رسول الله‘ فيه. ويتأكد مع المجاورة. ويقرأ في الجهرية سرّاً، ولو مثل حديث النفس، وتسقط لو فجأه ركوعهم، فيتمّ فيه إن أمكن، وإلا سقط)[1]
ومن
المتأخرين قال السيد شرف الدين الموسوي: (حاشا أمير
المؤمنين ـ علياً ـ أن يصلّي إلا تقرُّباً لله وأداءً لما أمره الله به، وصلاته خلفهم ـ أي الخلفاء ـ ما كانت إلا خالصة لوجهه
الكريم، وقد اقتدينا به ع، فتقرّبنا
إلى الله عزّ وجلّ بالصلاة خلف كثير من أئمّة جماعة أهل السنّة، مخلصين في تلك الصلوات لله تعالى. وهذا جائز في مذهب أهل البيت. ويُثاب
المصلّي منّا خلف الإمام السني كما يُثاب بالصلاة خلف الشيعي. والخبير بمذهبنا يعلم أنّا نشترط العدالة في إمام
الجماعة إذا كان شيعيّاً، فلا يجوز الائتمام بالفاسق من الشيعة، ولا بمجهول الحال، أمّا
السنّي فقد يجوز الائتمام به مطلقاً)[2]
بعد هذا، فإن
ما نراه في الواقع من هذا الفصام النكد الذي يمارس باسم المذاهب والطوائف لا علاقة
له بالدين ولا بالعقل ولا بأئمة أولئك المذاهب أنفسهم، وإنما يقف خلفه الشيطان
الذي لا يجتهد في شيء كما يجتهد في تفريق صف الأمة، وإشاعة الشحناء بينها.
ويقف خلف
الشيطان ومعه زعماء الاستكبار العالمي الذين بذلوا أموالا ضخمة لتنسى الأمة
أعداءها الحقيقيين وتضيع في متاهة عدواة بعضها لبعض.
وللأسف فقد
نسيت الأمة علماءها الكبار من المذاهب المختلفة الذين حرصوا على الوحدة والتقارب
بين المسلمين كالشيخ محمد الغزالي ومحمود شلتوت وعبد
[1] محمد بن مكي العاملي، الدروس الشرعية، ضمن سلسلة الينابيع
الفقهية، الصلاة 10: 651.