بعد أن انتهى الوقت المحدد لها نزلت ليصعد رجل صاحب لحية كثيفة وقميص قصير،
فأصابني بعض الرعب الذي يصيبني من أمثال هؤلاء نتيجة تجاربي المريرة معهم.. وقد
استغفرت ربي عندما أصابني هذا.. وأنبت نفسي كثيرا لأني أسأت الظن من غير تحقيق ولا
علم..
ولكني بعد ذلك عدت فاستغفرت من استغفاري.. وأنبت نفسي لتأنيبها لي.
سأحكي لكم مشروعه العظيم الذي راح يتقدم به ليدير تلك الشركة المهمة التي قد
تنهض بالاقتصاد، وقد تهوي به.
صعد المنصة، وأخذ جزءا مهما من وقته المتاح له في تلك الخطبة الطويلة التي
تعود أصحابه أن يقدموها، وكأنها فرض لازم.
ثم نظر إلى الجموع، وقال( ): ألا وإن من أعظم ما يندى له الجبين، وتثلم به
عرى الدين لهي هذه الدعوات من أوباش الخنا وأثمة الخائنين، تلك الدعوة البائرة
التي لا تصدر إلا عن أحد اثنين: إما مائع مخنث، وإما دجال خبيث يتظاهر بالدعوة إلى
إلغاء فوارق التأنيث، ليتقاضى من وراء ذلك مبالغ من الأموال عمالة من اليهود أو
النصارى على إبعاد المرأة المسلمة عن كتاب ربها وسنة نبيها بارتكاب أنواع الفواحش من تبرج واختلاط وخلع جلباب الحياء وغير
ذلك من فنون الفساد وحيلها، فيا هول مصيبة المسلمين بهذا، وهل كانت أول فتنة بني
إسرائيل وهلاكهم إلا من ذلك.
قاطعه رئيس الجلسة قائلا: أظن أن أخانا نسي الغرض الذي صعد من أجله.. نحن
الآن نقيم مناظرة بينك وبين فلانة لننظر أيكما أصلح لإدارة هذه الشركة.. وقد تقدمت