عن سنن رسول الله الواردة في القرآن الكريم راح يبحث عن سنن التاريخ فيه.. أليس ذلك
عجبا؟
ضحك الجميع، فقام آخر، وقال ـ وهو يخطب بصوت مرتفع، ويلوح بيده ذات اليمين
وذات الشمال ـ: يا قوم.. إن هذه هي السفسطة بعينها.. لقد رأيته يتلاعب بالألفاظ
ليحاول أن يقنع من يقرأ له أو يستمع أن هناك شيئا اسمه (سنن التاريخ)، وأن القرآن
الكريم قد دعا إلى مراعاتها.. عجبا.. هل نحن مطالبون بمراعاة سنة رسول الله أم مراعاة سنن
التاريخ؟
أخرج آخر وثيقة من محفظته، وقال: كنت أعلم أن اسم هذا الأفاك سيعرض هنا،
ولهذا أتيتكم بما يثبت إدانته.. فمن كلامه تدينونه.
انظروا ماذا يقول: (لقد بُحثَ في القرآن الكريم الجزء الأعظم من مواده
ومفرداته من زوايا مختلفة، وهناك أيضاً زاوية أخرى للبحث تضاف إلى تلك الزوايا، من
زاوية مقدار ما تلقي هذه المادّة من أضواء على سنن التاريخ، على تلك الضوابط
والقوانين والنواميس التي تتحكّم في عمليّة التاريخ، إذا كان يوجد في مفهوم القرآن
شيءٌ من هذه النواميس والضوابط والقوانين)( )
هل رأيتم كيف يتصور ببلاهته وجنونه أن سلفنا الصالح تركوا له ولغيره أي
زيادة يمكنه أن يضيفها لفهم القرآن..
قال آخر: بل انظر إليه كيف ينتقد نقدا مبطنا تفاسير سلفنا الصالح للقصص
القرآني.. لقد قال في ذلك: (فمثلا قصص الأنبياءعليهم السلام، التي تمثل الجزء
الأعظم من هذه المادة القرآنية. فحصت قصص الأنبياء من زاوية تاريخية تناولها
المؤرخون