هل رأيتم هرطقة فوق هذه الهرطقة؟.. هل رأيتم أحدا من السلف يفسر القرآن بما
يسميه البيولوجيا؟.. هل عرف سلفنا الصالح البيولوجيا أصلا؟.. وما الحاجة لمعرفتها؟
قال آخر: صدقت شيخنا الفاضل.. لو كان هذا الرجل في زمن سلفنا الصالح لقطعوا
رأسه ورموه في المزابل.. ولو كان في زمن الأمير العادل خالد القسري لضحى به مثلما
ضحى بالجعد بن درهم.. ويل لنا كيف عشنا لهذا الزمن الرديء الذي يتجرأ فيه مثل هذا
الصعلوك الرويبضة على الحديث عن القرآن.
خفت أن تخرج الأمور عن السيطرة، وأن يصدروا بعض الفتاوى في حق الرجل، فرحت
أقول: لا بأس.. أظن أنكم متفقون على أن المحاضرة غير صالحة لإلقائها في المؤتمر..
قالوا جميعا بصوت واحد: أجل.. وكيف تريدنا أن نعرض على العالم تلك الهرطقة
المؤدية إلى الزندقة؟
القرآن الكريم.. وسنن التاريخ:
أخذت المحاضرة الثانية، وكان عنوانها (القرآن الكريم.. وسنن التاريخ)،
وأريتها لهم، ثم سلمتهم نصوصها، وأنا أقول: هذه محاضرة لعالم جليل أفنى عمره مع
القرآن الكريم تلاوة وتدبرا وبحثا.. وقد استخرج الكثير من النظريات الاجتماعية
والاقتصادية والسياسية وغيرها من خلاله.. وهو في محاضرته هذه يستنبط لنا السنن
التي تسير عليها حركة التاريخ.. وهو..
قاطعني أحدهم، وهو يقول: دعنا من الثناء عليه.. فأنا أعرفه أكثر مما تعرفه..
إنه من المنحرفين عن كتاب الله.. إنه يستعمل الرأي في تفسيره لكتاب الله.. بل إنه
بدل البحث