أخيرة.. فلا يمكن أن نخوض فيه دون أن نخوض في كل شيء.. ودون أن نثير القضية
كاملة برمتها علما ودينا)( )
هل رأيتم كيف يتلاعب بالكلمات ليمرر مشروعه الشيطاني؟
قال آخر: ليس ذلك فقط.. بل انظروا إلى الدعي ابن الدعي كيف يفسر قوله تعالى:
﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ
الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ
الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [العنكبوت: 41]، لقد غفل في
تفسيره لها عن قول قتادة: (هذا مثل ضربه الله للمشرك مثل إلهه الذي يدعوه من دون
الله كمثل بيت العنكبوت واهن ضعيف لا ينفعه)( ) ، وراح يفسرها بقوله: (والحقيقة
الملفتة للنظر هي وصف بيت العنكبوت بأنه أوهن البيوت، ولم يقل القرآن الكريم خيط
العنكبوت، أو نسيج.. وإنما قال بيت.. والعلم كشف الآن بالقياس أن خيط العنكبوت
أقوى من مثيله من الصلب ثلاث مرات.. فلماذا يقول القرآن: ﴿وَإِنَّ أَوْهَنَ
الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ﴾ ، ولماذا يختم بكلمة ﴿لَوْ
كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾؟)
التفت للحضور، وقال بتعجب: أتدرون بماذا أجاب عن هذه الهرطقة وهذا التكلف
الممقوت الذي نهينا عنه: (الواقع أن هناك سراً بجيولوجياً كشف العلم عنه..فالحقيقة
أن بيت العنكبوت هو أبعد البيوت عن صفة البيت بما يلزم البيت من أمان وسكينة
وطمأنينة، فالعنكبوت الأنثى هي التي تبني البيت وتغزل خيوطه، وهي الحاكمة عليه،
وهي تقتل ذكرها بعد أن يلقحها وتأكله، والأبناء يأكل بعضهم بعضاً، ولهذا يعمد
الذكر إلى الفرار بجلده.. و تغزل الأنثى العنكبوت بيتها ليكون فخاً وكميناً
ومقتلاً لكل حشرة.. وكل من يدخل البيت من زوار وضيوف يقتل... أي أنه ليس بيتاً، بل
مذبحة..و أنه أوهن البيوت