نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 425
قال القاضي:
فهل اكتفى بالتنظير.. أم ترك للحكام الحرية في التنفيذ؟
قال الخليلي:
ليته اكتفى بذكر المسألة دون الكلام في تفاصيلها.. بل إنه راح يضع خارطة للكنائس
الموجودة في البلاد الإسلامية، ويحرض على هدمها.. وهو ما استعمله تلاميذه من بعده
في هدم الكنائس وحرقها مستندين لهذه الرسالة التي تحول فيها ابن تيمية إلى مؤرخ
وجغرافي، بل إلى قائد يرسم لجنوده أهداف العدو، ويشير إليهم بضربها.
المثال الثالث:
قال القاضي: وعيت
هذا، فهات المثال الثالث.
قال الخليلي:
لم يكتف ابن تيمية بالدعوة لمصادرة وإغلاق الكنائس التي بنيت في الأرض التي فتحت
عنوة، بل راح يحرض على هدم الكنائس التي بنيت في عهد الدولة الفاطمية باعتبارها
عنده دولة غير شرعية، ولذلك لا عبرة بالرخص التي أعطتها لبناء الكنائس في القاهرة
ونحوها، وذلك ما يفتح مجالا كبيرا للظلم والعدوان على من ائتمننا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم عليهم.
لقد قال ابن
تيمية في رسالته يعبر عن ذلك، ويشكو من سماحة الفاطميين مع المسيحيين وغيرهم من
الأقليات المتواجدة في المجتمع المصري: (فلو كان بأرض القاهرة ونحوها كنيسةٌ قبل
بنائها[1]، لكان للمسلمين أخذها، لأن الأرض عنوةً فكيف وهذه
الكنائس محدثة، أحدثها النصارى؟! فإن القاهرة بقي ولاة أمورها نحو مائتي سنةٍ، على
غير شريعة الإسلام[2]، وكانوا يظهرون أنهم رافضة، وهم في الباطن
إسماعيلية، ونصيرية، وقرامطة.. وقد عرف العارفون بالإسلام أن الرافضة تميل مع
أعداء الدين.ولما كانوا ملوك
[2]
يقصد الفترة التي تولى فيها الفاطميون، وفي هذا دليل على كون ابن تيمية من أوائل
من سن تكفير الأنظمة والدول، وتبعه على ذلك ابن عبد الوهاب وغيره من السلفية،
وأخذته عنهم بعد ذلك بعض الحركات الإسلامية.
نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 425