أي أنه يهدف
من خلال قاعدة وضعها في مخالفة غير المسلمين إلى محاربة كل ما تقتضيه الفطرة في
هذا، بقشة سماها مخالفة أصحاب الجحيم.
مع العلم – سيدي القاضي – أن الذي يقول هذا هو نفسه الذي يرى جواز أخذ العقائد المرتبطة بالله من
كتب أهل الكتاب كما ذكرنا لك ذلك في التهمة السابقة.
بل إنه في
كتابه (شرح حديث النزول) استدل باتفاق الأمم على ما يراه من المكان والتجسيم لله
تعالى، فقال: (والأمم كلها ـ عجمها وعربها ـ تقول: إن الله ـ عز وجل ـ في السماء،
ما تركت على فطرتها، ولم تنقل عن ذلك بالتعليم)[2]
ولم يكتف
بذلك، بل راح ينقل نصا من الإنجيل يستدل به، ويذكر أن هناك شواهد غيره فيه، فقال:
(وفي الإنجيل: أن المسيح ـ عليه السلام ـ قال: (لا تحلفوا بالسماء فإنها كرسي
الله. وقال للحواريين: إن أنتم غفرتم للناس فإن أباكم ـ الذي في السماء ـ يغفر لكم
كلكم، انظروا إلى طير السماء، فإنهن لا يزرعن، ولا يحصدن، ولا يجمعن في الأهواء،
وأبوكم الذي في السماء هو الذي يرزقهم، أفلستم أفضل منهن؟) ومثل هذا من الشواهد
كثير يطول به الكتاب)[3]
قال القاضي:
وعيت هذا.. وقد استوعبتموه شرحا في التهمة السابقة.. فاذكر لنا قوله في هذه
المسألة على الخصوص.
قال الحنبلي:
لقد عقد ابن تيمية في كتابه ذلك فصلا سماه (الأعياد الزمانية المبتدعة) قال فيه:
(وللنبي a خطب وعهود ووقائع في أيام
متعددة: مثل يوم بدر، وحنين،
[1]
اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (1/ 34).