نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 316
ومن بين تلك
المناسبات التي كانت تهتم بها اهتماما شديدا يوم مولد a،
والذي كانت تتهيأ له، وتقيم فيه أنواع الأفراح، لتحقق بذلك في الواقع قوله تعالى: ﴿
وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ [الشرح: 4]
وقد وصف
العلماء ما كانت تظهره الأمة في شهر ربيع الأول من أفراح وأعمال صالحة، ومنهم
القسطلاني الذي قال في كتابه (المواهب اللدنية): (ولازال أهل الإسلام يحتفلون بشهر
مولده a ويعملون الولائم، ويتصدقون في
لياليه بأنواع الصدقات، ويظهرون السرور ويزيدون في المبرّات ويعتنون بقراءة مولده
الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كلّ فضل عميم.. فرحم اللّه امرئً اتّخذ ليالي شهر
مولده المبارك أعياداً)[1]
وقال
السخاوي: (لا زال أهل الإسلام من سائر الأقطار والمدن الكبار يعملون المولد،
ويتصدقّون في لياليه بأنواع الصدقات، ويعتنون بقراءة مولده الكريم ويظهر عليهم من
بركاته كل فضل عميم)[2]
وقال ابن
عباد في رسائله الكبري: (وأمّا المولد فالذي يظهر لي أنّه عيد من أعياد المسلمين
وموسم من مواسمهم وكلّ ما يفعل فيه ممّا يقتضيه وجود الفرح والسرور بذلك المولد
المبارك، من إيقاد الشمع، وإمتاع البصر والسمع، والتزيّن بلباس فاخر الثياب، وركوب
فاره الدواب، أمر مباحلا ينكر عليه أحد)[3]
وقال أبو
شامة: (من أحسن ما أُبتدع في زماننا، ما يُفعل كلّ عام في اليوم الموافق ليوم
مولده a من الصدقات، والمعروف، وإظهار
الزينة، والسرور، فإنّ ذلك مع ما فيه من الإحسان للفقراء مُشعر بمحبّته a وتعظيمه في قلب فاعل ذلك، وشكر اللّه علي ما منَّ
به