يثبتون شيئاً
من الصفات الفعلية[1]).. ويقصدون بها المجيء والإتيان والنزول
والهرولة وغيرها، وكلها مما ذكر سلف السلفية كفر من لا يعتقدها.. ومنها أن (الأشاعرة الذين هم من بعد أبي المعالي
الجويني أنكروا علو الله على خلقه بذاته)، وهي أيضا مما لا يخالف أحد من السلفية في تكفير
منكرها، بل في تكفير من لا يكفر منكرها.. ومنها أن (مآل قولهم في كلام الله أن القرآن مخلوق كما أفاده
أحد أئمة الأشاعرة المتأخرين الرازي).. وهي أيضا من المكفرات الكبرى عند أعلام
السلفية جميعا.
وغيرها من
المعتقدات الكثيرة التي يكفي الواحد منها في وضعهم مع الجهمية في سلة واحدة، ذلك
أنه ـ كما يقول الريس ـ (تخرج الطائفة والفرقة من طائفة أهل السنة إلى أهل البدعة
إذا خالفت أهل السنة في أمر كلي ولو واحدا)[2]
وقد نقل عن ابن
بطة مما يؤيد هذا، فقد قال: (ونحن الآن ذاكرون شرح السنة ووصفها، وما هي في نفسها، وما الذي إذا تمسك به
العبد ودان الله به سمى بها واستحق
الدخول في جملة أهلها، وما إن خالفه أو شيئاً منه دخل في جملة من عبناه وذكرناه وحذر منه من أهل البدع والزيغ مما
أجمع على شرحنا له أهل الإسلام وسائر الأمة منذ بعث نبيه الله k إلى وقتنا هذا. ثم
ذكر أمور الاعتقاد)[3]
ثم عقد فصلا
في التحذير من المبتدعة وهجرهم واستعمال كل الوسائل لإذيتهم، كما هي عادة كل كتب
السلفية العقدية، ومن النصوص التي ذكرها قول أبي عثمان الصابوني: (ويبغضون أهل
البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم ولا
[1]
هذه الكتب التي استند إليها المؤلف في
هذا: الفتاوى الكبرى (5/68)(5/239) وانظر من كتب الأشاعرة الإرشاد للجويني ص156 .