يصحبونهم ولا
يسمعون كلامهم ولا يجالسونهم.. واتفقوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع وإذلالهم
وإخزائهم وإبعادهم وإقصائهم، والتباعد منهم ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم، والتقرب إلى
الله عز وجل بمجانبتهم ومهاجرتهم. وأنا بفضل الله عز وجل ومنّه متبع لآثارهم
مستضيء بأنوارهم، ناصح لإخواني وأصحابي أن لا يزلقوا عن منارهم، ولا يتبعوا غير
أقوالهم، ولا يشتغلوا بهذه المحدثات من البدع التي اشتهرت فيما بين المسلمين،
والمناكير من المسائل التي ظهرت وانتشرت، ولو جرت واحدة منها على لسان واحد في عصر
أولئك الأئمة لهجروه وبدعوه، ولكذبوه وأصابوه بكل سوء ومكروه، ولا يغرّن إخواني
حفظهم الله كثرة أهل البدع ووفور عددهم، فإن وفور أهل الباطل وقلة عدد أهل الحق من
علامات اقتراب اليوم الحق، فإن ذلك من أمارات اقتراب الساعة، إذ الرسول المصطفى k قال: إن من علامات الساعة واقترابها أن يقل العلم
ويكثر الجهل والعلم هو السنة، والجهل هو البدعة)[1]
وقد ذكر هذا
بناء على أن أصحاب تلك الفتوى أجازوا التعاون بين السلفيين وغيرهم من المسلمين
الذين يعتقدون بمذهب الأشعري.
وقد ختم
كتابه بذكر (عشرة أخطاء شرعية في هذه الفتوى الجماعية)، وهي[2]:
1- عدم جعلهم الأشاعرة من الثنتين والسبعين فرقة الضالة مع أن حالهم ما تقدم
ذكره، فهذا إما أن يرجع إلى عدم معرفتهم بالأشاعرة والماتريدية أو عدم معرفتهم
بتأصيل أهل العلم وضابطهم في إخراج الفرقة المخالفة من الناجية إلى عموم الاثنتين
والشبعين فرقة وكلا الاحتمالين قبيح بأحدهم فكيف وهم